فصل: قال محيي الدين الدرويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الطور: آية 38]:

{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38)}.

.الإعراب:

{أم لهم سلّم} مثل أم عندهم خزائن، {فيه} متعلّق بـ {يستمعون}، ومفعول الفعل محذوف أي: يستمعون كلام الملائكة فيه، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر {بسلطان} متعلّق بحال من الفاعل جملة: {لهم سلّم} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يستمعون} في محلّ رفع نعت لسلّم.
وجملة: {يأت مستمعهم} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن ادّعى المستمع بذلك فليأت.

.[سورة الطور: آية 39]:

{أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39)}.

.الإعراب:

مثل {أم عندهم خزائن} جملة: {له البنات} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {لكم البنون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الفوائد:

- أم:
غالب أحوالها أن تكون حرف عطف يفيد المعادلة، كقولنا (أزيد في الدار أم عمرو) وقول زهير:
وما أدري ولست إخال أدري ** أقوم آل حصن أم نساء

وتأتي بعدة أوجه، منها:
أن تكون منقطعة، وهي ثلاثة أنواع:
1- مسبوقة بالخبر المحض، كقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقولونَ افْتَراهُ}.
2- ومسبوقة بهمزة لغير استفهام، كقوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها} إذا الهمزة في ذلك للإنكار، فهي بمنزلة النفي، والمتصلة لا تقع بعده.
3- ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة، كقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ} قال الفراء: يقولون هل لك قبلنا حق أم أنت رجل ظالم، يريدون: بل أنت.
وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: {أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ}.

.[سورة الطور: آية 40]:

{أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40)}.

.الإعراب:

{أم تسألهم} مثل أم يقولون، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب {من مغرم} متعلّق بـ {مثقلون} جملة: {تسألهم} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {فهم} {مثقلون} لا محلّ لها معطوفة على جملة تسألهم.

.الصرف:

{مثقلون}: جمع مثقل اسم مفعول من رباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.

.[سورة الطور: آية 41]:

{أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41)}.

.الإعراب:

{أم عندهم الغيب} مثل أم عندهم خزائن، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب جملة: {عندهم الغيب} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {هم يكتبون} لا محل لها معطوفة على جملة عندهم الغيب وجملة: {يكتبون} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

.[سورة الطور: آية 42]:

{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)}.

.الإعراب:

{أم يريدون} مثل أم يقولون، (الفاء) استئنافيّة (هم) ضمير فصل، {المكيدون} خبر الموصول جملة: {يريدون} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {الذين كفروا} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.

.الصرف:

{المكيدون}: جمع المكيد، اسم مفعول من الثلاثي كاد يكيد، على وزن مبيع: فيه إعلال بالحذف أصله مكيود، استثقلت الضمة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الكاف قبلها، ثمّ حذفت الواو لأنها زائدة ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة فأصبح مكيد.

.[سورة الطور: آية 43]:

{أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)}.

.الإعراب:

{أم لهم إله} مثل أم عندهم خزائن، {غير} نعت لإله {سبحان} مفعول مطلق لفعل محذوف {عمّا} متعلّق بالفعل المقدّر، والعائد محذوف.
جملة: {لهم إله} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نسبّح) {سبحان} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يشركون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.[سورة الطور: آية 44]:

{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّماءِ ساقِطًا يَقولوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (44)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {من السماء} متعلّق بـ {ساقطا}، {سحاب} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا جملة: {يروا} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {يقولوا} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: {هذا} {سحاب} في محل نصب مقول القول.

.الصرف:

{ساقطا}، اسم فاعل من الثلاثي سقط، وزنه فاعل {مركوم}، اسم مفعول من الثلاثي ركم، وزنه مفعول.

.[سورة الطور: الآيات 45- 46]:

{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (46)}.

.الإعراب:

(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر {حتّى} حرف غاية وجرّ {يلاقوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى {الذي} موصول في محلّ نصب نعت ليومهم، و(الواو) في {يصعقون} نائب الفاعل، والعائد محذوف.
جملة: {ذرهم} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بلغوا هذا الحدّ من الكفر فذرهم.
وجملة: {يلاقوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا...) في محلّ جر بـ {حتّى} متعلّق بـ (ذرهم) وجملة: {يصعقون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
46- {يوم} بدل من يومهم منصوب {لا} نافية {عنهم} متعلّق بـ {يغني}، {شيئا} مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة {ينصرون} مثل يصعقون {لا} زائدة لتأكيد النفي.
وجملة: {لا يغني عنهم كيدهم} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {هم ينصرون} في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يغني.
وجملة: {ينصرون} في محلّ رفع المبتدأ (هم).

.[سورة الطور: آية 47]:

{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذابًا دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (47)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {للذين} متعلّق بخبر إنّ {عذابا} اسم إنّ منصوب {دون} ظرف منصوب متعلّق بنعت لـ {عذابا}، (الواو) عاطفة {لا} نافية.
جملة: {إنّ للذين ظلموا عذابا} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} وجملة: {لكنّ أكثرهم لا يعلمون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: {لا يعلمون} في محلّ رفع خبر لكنّ.

.[سورة الطور: الآيات 48- 49]:

{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (49)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {لحكم} متعلّق بـ (اصبر)، (الفاء) تعليليّة.
{بأعيننا} متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة {بحمد} متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمد ربّك {حين} ظرف منصوب متعلّق بـ {سبّح}.
جملة: {اصبر} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {إنّك بأعيننا} لا محلّ لها تعليليّة وجملة: {سبّح} لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: {تقوم} في محلّ جرّ مضاف إليه 49- (الواو) عاطفة {من الليل} متعلّق بفعل محذوف تقديره قم- أو سبّحه- (الفاء) عاطفة- أو زائدة- (الواو) عاطفة {إدبار} معطوف على حين منصوب.
وجملة: (قم) {من الليل} لا محلّ لها معطوفة على جملة سبّح.
وجملة: {سبّحه} (المذكورة) لا محلّ لها معطوفة على جملة (قم).

.الصرف:

{إدبار}: مصدر قياسي للفعل الرباعيّ أدبر، وزنه إفعال من الماضي بكسر أوّله وزيادة ألف قبل الآخر. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(52) سورة الطور مكيّة وآياتها تسع وأربعون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الطور: الآيات 1- 16]:

{وَالطُّورِ (1) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (7) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)}.

.اللغة:

{الطُّورِ} جبل معروف وقيل إن الطور كل جبل ينبت الشجر المثمر وما لا ينبت فليس بطور، وقال المبرد: (يقال لكل جبل طور فإذا دخلت الألف واللام للمعرفة فهو لشيء بعينه).
{مَسْطُورٍ} متفق الكتابة بسطور مصفوفة في حروف مرتبة وفي المختار: السطر الصف من الشيء يقال بنى سطرا والسطر أيضا الخط والكتابة وهو في الأصل مصدر وبابه نصر وسطر أيضا بفتحتين والجمع أسطار كسبب وأسباب وجمع الجمع أساطير وجمع السطر أسطر وسطور كأفلس وفلوس.
{رَقٍّ} الرق بالفتح والكسر جلد رقيق يكتب فيه وجمعه رقوق والرق بالكسر المملوك وعبارة الراغب الرق كل ما يكتب فيه جلدا كان أو غيره وهو بفتح الراء على الأشهر ويجوز كسرها كما قرئ شاذا وأما الرق الذي هو ملك الأرقاء فهو بالكسر لا غير وقال الزمخشري: والرق: الصحيفة وقيل الجلد الذي يكتب فيه الكتاب الذي يكتب فيه الأعمال.
{الْمَسْجُورِ} المملوء بالماء.
{تَمُورُ} تضطرب وتجيء وتذهب وفي المختار: مار من باب قال تحرك وذهب ومنه قوله تعالى: {يوم تمور السماء مورا} قال الضحاك: تموج موجا وقال أبو عبيدة والأخفش تكفّأ.
{اصْلَوْها} في المصباح صلي بالنار وصليها صلى من باب تعب وجد حرها والصلاء وزان كتاب حر النار وصليت اللحم أصليه من باب رمى شويته.
{يُدَعُّونَ} الدع هو الدفع وقيل هو أن تغل الأيدي إلى الأعناق وتجمع النواحي إلى الأقدام ثم يدفعون دفعا عنيفا على وجوههم، وفي المختار: دعه دفعه وبابه ردّ ومنه قوله تعالى: {فذلك الذي يدع اليتيم}.

.الإعراب:

{وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} الواو حرف قسم وجر وهي أقسام خمسة جوابها {إن عذاب ربك لواقع} والواو الأولى للقسم والواوات بعدها للعطف أو كل واحدة منها للقسم وفي {رق} متعلقان بمسطور أو نعت آخر لكتاب.
{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} عطف على قوله: {والطور} أو كل منها قسم مستقل بنفسه وجوابها جميعا قوله: {إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ} إن واسمها واللام المزحلقة وواقع خبر إن.
{ما لَهُ مِنْ دافِعٍ} {ما} نافية و{له} خبر مقدم و{من} حرف جر زائد و{دافع} مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر، وهذه الجملة خبر ثان لإن أو صفة لواقع.
{يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْرًا} الظرف متعلق بواقع أي يقع العذاب في ذلك اليوم وتكون جملة النفي معترضة بين العامل ومعموله وقيل الظرف متعلق بدافع وجملة {تمور السماء} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{مورا} مفعول مطلق.
{وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْرًا} الجملة عطف على جملة {تمور السماء مورا}.
{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} الفاء الفصيحة لأن في الكلام معنى المجازاة والتقدير إذا كان ما ذكر فويل لمن يكذب اللّه ورسوله، وويل مبتدأ ساغ الابتداء به لتضمنه معنى الدعاء و{يومئذ} ظرف منصوب بويل وإذ ظرف مضاف إلى ظرف مثله والتنوين عوض عن جملة و{للمكذبين} هو الخبر لويل.
{الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ} {الذين} نعت للمكذبين و{هم} مبتدأ و{في خوض} متعلقان بيلعبون وجملة {يلعبون} خبرهم والجملة لا محل لها لأنها صلة {الذين}.
{يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} الظرف بدل من {يوم تمور السماء مورا} أو من {يومئذ} قبله وجملة {يدعون} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{يدعون} فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل و{إلى نار جهنم} متعلقان بيدعون و{دعا} مفعول مطلق.
{هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ} الجملة منصوبة بقول محذوف أي يقال لهم ذلك و{هذه} مبتدأ و{النار} خبر و{التي} صفة وجملة {كنتم} صلة التي كان واسمها وبها متعلقان بتكذبون وجملة {تكذبون} خبر {كنتم}.